السبت، 15 ديسمبر 2012

إسماعيل أبو العرب


إسماعيل أبو العرب بأب
أ
إسماعيل بن إبراهيم شخصية مذكورة في كل من التوراة والقرآن. يؤمن المسلمون بنبوته. ولكن اليهود والمسيحيون يعتقدون أنه شخصية تاريخية جاء ذكرها في العهد القديم.
في المسيحية واليهودية
إسماعيل بالعبرية יִשְׁמָעֵאל وتفسيره في كلتا اللغتين (سَمِعَ الله) بمعنى (لبى الله دعاء إبراهيم بأن يكون له ولدا فمنحه إسماعيل). وكان إسماعيل الابن الأكبر لإبراهيم من هاجر جارية زوجته سارة. وكان إسماعيل أول من ذٌكر في سفر التكوين من كتاب التوراة كألابن الأكبر لإبراهيم من هاجر جارية سارة "المصرية". ولا تعترف اليهودية والمسيحية بنبوة إسماعيل.
إسماعيل في التوراة
في كتاب التوراة العهد القديم، يوجد شرح لحياة إسماعيل في سفر التكوين اصحاح 16 ومايليه. ويرد فيه:
سارة، زوجة إبراهيم منحت خادمتها هاجر لإبراهيم حتى تحبل منه وتلد له ولدا تتبناه لأعتقادها بأن الله حرمها الحمل (التكوين اصحاح 16:2). حملت هاجر وبدأت بأهانة سارة، لذلك طردتها من بيت إبراهيم في ثورة غضب. هربت على إثرها هاجر إلى البرية. وهناك ظهر لها ملاك، أمرها بأن ترجع إلى بيت إبراهيم وقال لها: "لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى" وأكمل قائلاً: " هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ" (تكوين اصحاح 16).
عادت هاجر إلى بيت إبراهيم ومعها ابنها الذي اسمته إسماعيل. وبعد أن بلغ إسماعيل الرابعة عشرة من عمره، حملت سارة "باسحق" ولد إبراهيم. وعند بلوغ إسماعيل سن السادسة عشرة أغضَبَ سارة، فطلبت من إبراهيم أن يطرد هاجر وإبنها.
كَبٌرَ اسحق، وفي اليوم الذي فٌطم فيه أقام إبراهيم وليمة كبيرة، لكن سارة لاحظت بأن إسماعيل يسخر من ابنها اسحق، لذلك طلبت سارة من إبراهيم: "اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ" (تكوين اصحاح 10-21:8).
وبالرغم من أن إبراهيم لم يكن مرتاحا من مسألة طرد هاجر وإسماعيل، لكنه انصاع إلى أمر امرأته بعدما وعده الله بأنه سيعتني بأبنه إسماعيل ويجعل له نسلاً كما لاسحق.
ضايق هذا إبراهيم كثيرا لان إسماعيل كان ابنه ولكن الله قال له "لاَ يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلاَمِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ " (تكوين اصحاح 13-21:11).
ذهب هاجر وإسماعيل إلى برية بئر سبع، وعندها مرت هاجر وابنها بفترة عصيبة، فسمعت صوتا من السماء يقول: "مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً" (تكوين اصحاح 12).
وبذلك سكن هاجر وإسماعيل في صحراء فاران وبرَع إسماعيل باستخدام القوس ورمي النبال. اتخَذَت لهٌ أمه زوجةً.
وعد الله لأبراهيم
وذكر في العهد القديم لإبراهيم " إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيّاً. أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ" (تكوين اصحاح 17)
وهؤلاء اولاد إسماعيل الاثنا عشر بالترتيب " وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. " (تكوين اصحاح 25).
ولإسماعيل ابنة اسمها بَسْمَةَ. (تكوين اصحاح 36:3) حيث تزوجها عيسو ليرضي اهله (تكوين اصحاح 28:9).
نسل إسماعيل
ويظهر إسماعيل مع اخوه في دفن ابيهما إبراهيم " فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا " (تكوين اصحاح 25:9).
وقد صاروا أبناء إسماعيل الاثني عشر رؤساء لاثنتي عشر قبيلة وانتشرت ذريته من حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ.
يقول جيروم بأنه في ايام إسماعيل كانوا يسمون المقطعات العربية بأسماء القبائل.
تسلسل اولاد إسماعيل وفقاً لتأريخ ميلادهم: (سفر التكوين)
نَبَايُوتُ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ.

في الإسلام
هاجَر إبراهيم من أرض النهرين (من شمال النهرين من حران)، أخذ معه زوجته سارة وابن اخيه لوط، ذهبوا إلى مملكة الاقباط، وهناك أهدى الملك فتاةً اسمها هاجر إلى سارة إكراماً لها كونها زوجة لخليل الرحمن.
مضى إبراهيم إلى فلسطين، في الطريق وعندما وصلوا إلى قرية سدوم على سواحل البحر الميّت، أمر إبراهيم لوطاً أن يسكن في تلك القرية، ويدعو أهلها إلى عبادة الله.
أما إبراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة، وهاجر، إلى أرض فلسطين. رأى إبراهيم وادياً جميلاً تحيطه الراوبي والتلال فالقى رحله هناك. ومنذ ذلك التاريخ وقبل آلاف السنين سكن إبراهيم الأرض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل.
ضرب إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام, كان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب، والطعام الطيب والكرم والاستقبال الحسن، ويجدون عنده الكلمات الطيبة.
كان إبراهيم يتحدث مع ضيوفه، وكان همّه أن يعبد الناس الله الواحد الأحد لا شريك له، ولا معبود سواه.
و تمرّ الايام والأعوام وعرف الناس إبراهيم الرجل الصالح الكريم. عرفوا أخلاقه وكرمه وحبّه للضيوف، عرفوا صلاحه وعبادته وتقواه، وعرفوا حبّه للخير والناس.
الرحيل
وهب الله إبراهيم ولداً هو إسماعيل. كان طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة. لهذا كان يحتضنه ويقبّله وكان يقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر.
سارة المرأة الصالحة كانت تحبّ إبراهيم، تحبّ أن يفرح زوجها.. ولكنها بدأت تغار من هاجر. هاجر التي رزقت طفلاً أمّا هي فظلّت محرومة.
سارة لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها.. لا تريد أن تكره أو تحقد على هاجر بسبب ذلك..
من أجل هذا قالت لزوجها إبراهيم : انها لا تريد أن ترى هاجر بعد الآن.. لأنها إذا رأت هاجر فستغار منها وتحقد عليها وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك.
الله رؤوف بعباده.. كانت سارة محرومة من الأطفال تحمّلت العذاب والهجرة بسبب إيمانها بزوجها إبراهيم وهي صابرة طوال هذه السنين.. ظلّت مؤمنة بربها وبرسوله إبراهيم.
إلى البيت العتيق
و شاء الله ان يأخذ إبراهيم هاجر وابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة هي أرض مكة في الجنوب.
امتثل إبراهيم لأمر الله فشدّ الرحال إلى مكة المكرمة لم يذهب اليه من قبل.
و سار إبراهيم مع زوجته هاجر، ومعها إسماعيل الطفل الرضيع سارا أيّاماً طويلة.. وفي كل مرّة وعندما يرى إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء، كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود.
و لكن الملاك يهبط من السماء ويخبره باستئناف المسير.
و هكذا كان إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر وهي تحمل طفلها الرضيع.
و بعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن وادٍ ليس فيه سوى الرمال، وبعض شجيرات الصحاري الجافّة.
في ذلك المكان هبط الملاك وأخبر إبراهيم بانه قد وصل الأرض المقدسة.
نزل إبراهيم في ذلك الوادي.. كان وادياً خالياً من الحياة ليس فيه نهر ولا نبع ولا يعيش فيه إنسان.
إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل وامّه في هذا المكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق